#إقتباس.. من الفصل القادم 🩷
-سلامتك يا مامي ! .. تمتمت الصغيرة بصوتها الموسيقي الحلو
طوّقت عنق أمها بذراعيها القصيرين و احتضنتها بقوةٍ، ثم ارتدّت لتنظر إليها ثانيةً و هي تقول بتلك الإبتسامة الموروثة :
-بعد الشر عليكي ...
إنقبض قلب "إيمان" و هي تحملق فيها، لا يسعها إلا رؤية "سيف".. "سيف" قام من الأموات الآن و يتجسّد أمامها... حتى أن رائحة الطفلة و كأنها رائحته هو تمامًا تنبعث من خلال شعرها و ثيابها و كل شبرٍ منها
و كأن قنبلة خوف انفجرت بداخلها، شحذت "إيمان" قواها لتدفع بإبنتها من حضنها، لدرجة أن حركته المفاجئة أذتها أولًا و انتزعت الأنابيب التي تحيط برسغيها
سقطت "لمى" فوق الأرض بقسوةٍ و صدمت رأسها ...
-آاااااه ! .. تأوّهت "لمى" متألمةٍ و شعرت بالصدمة من تصرّف أمها
بينما يندفع "أدهم" نحوها مسرعًا و هو يصيح :
-إيـــه يا إيمــان. لمــى قومـي يا حبيبتي على مهلك !!!
و تطلّع إلى أخته بغضبٍ، كانت "أمينة" قد تركت ما بيدها و أسرعت إلى إبنتها، أحاطت بكتفيها هاتفة :
-إيمان. مالك يابنتي حصل إيـه !؟؟
إهتاجت "إيمان" و هي تنظر إلى صغيرتها بين أحضان خالها و صرخت بهسترية :
-خدوها من هنا. ابعدوها عنـي. مش عايـزة أشوفهـا مش عايزااااهـااااااااااااااااا ...
ازدادت صدمة الصغيرة و هي ترى أمها تشير إليها و تقول ذلك، انهمرت دموعها غريزيًا و لم يفلح تربيت "أدهم" عليها و لا أيّ من مواسته في تهدئتها ...
-بــس اسكتـي. إنتي في وعـيك !! .. صاح "أدهم" فيها غاضبًا
لكنها لم تصمت، و لم تهدأ أبدًا، و كأن شيطانًا تلبّسها ...
-خدها من هنـا. مشيّها. دي مش بنتي. دي بنت سيـف. بنته هـو مش بنتـــي خدهـااااااااااااا ...
بدأ صوت بكاء الصغيرة يملأ الغرفة، و ناحت من بين عويلها و هي تكافح ذراعيّ خالها لتحاول العودة لأحضان أمها :
-مامي. أنا لمى. أنا مش عفريتة.. ماتخافيش مني. أنا لمى يا مامي !!!
#أوصيك_بقلبي_عشقًا
#مريم_محمد_غريب